بعد الجزء الأول الذي عرضت فيه مجموعة الكتب التي اقتنيتها من موقع أمازون، هاهي بقية القائمة، إلا أنه هذه المرة سأكتفي بذكر العناوين فقط، لأن هذه الكتب إما لم أنهي مطالعتها أم لم أبدأ بذلك بعد، لكن تستطيع التعرف عليها أكثر بالضغط على الصورة.
ذلك الشخص...
العقل تعليم ثورة فكر
يعيش بيننا جميعا ذلك الشخص الذي لم يخرج من دائرته الضيقة، بإرادته أو عن غير إرادته... ذلك الشخص الذي لم يتذوق غير طعام أمّه وجيرانه وأصدقائه... ذلك الشخص الذي لم يذهب قطّ خارج الحدود التي يعرفها، قد تكون حدود حيّه بلدته أو بلده... ذلك الشخص الذي لم يطالع لغير من يعرف، فقرأ لأصدقائه على صفحات الفايسبوك، وربما طالع بعضا من آيات القرآن وبعضا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ممّا تلاه عليه أستاذه في مدرسة الحي، أمّا إن كسر القاعدة وقرأ لبعض الكتّاب الذين يلتقي أحيانا بأسمائهم في كتاب اللغة العربية أصبح ذلك المثقّف الذي يعرف كل شيء بين أصحابه...
إنّه ذلك الشخص الذي قيل له أنّ الفلسفة حرام، وأن المطالعة للملحدين فيها خطر على عقيدته، والمطالعة للمخالفين أخطر من ذلك كله لأنّها قد تؤدّي به إلى الانحراف فيؤدّي صلواته كلّها في الوقت، أو قد يلج إلى المنزل برجله اليسرى والعياذ بالله...
إنّه ذلك الشخص الذي يؤمن بأن أسلافه قد وجدوا حلولا لكل شيء فلا داعي للابتداع، فكل بدعة ضلالة... وكل شيء إلا وقد ورد ذكره في القرآن المعجز، فأعجز عقله عن التفكير والبحث، ومهما وصل الانسان إلى درجة من الاكتشاف إلا وجد له عبارة وردت قبل 14 قرنًا، لكنه عجز أن يسقطها على الواقع لأن القرآن معجز...
ذلك الشخص الذي يرى بأنّ أساتذته ومشائخه لا يمكن أن يكونوا على خطأ ما داموا على نفس الطريق الذي هم وجدوا عليه آباءهم، أولئك العباقرة الذين استطاعوا التغلّب على أينشتاين وتِسلا ونيوتن وغيرهم من الفلاسفة الدجّالين، فقط استطاعوا أن يشيّدوا حضارةً ويبنوا قصورًا والله سيعجز عن القيام بها أولئك...
إنّه ذلك الشخص الذي يرى بأن النظام الذي وضعه أجداده هو النظام المثالي والصحيح، وكيف لا يكون كذلك وقد استقاه من القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا يزال مستمرًّا قائما لقرابة 100 سنة، فلا داعي لتغييره أو تحويره، وأي محاولة لذلك هي إيذان بحرب من الله ورسوله... ورغم أنه يرى بأن الواقع ليس بتلك المثالية إلّا أنه يؤمن بأن الخلل موجود في الشعب وليس في النظام، وعلى كل حال سيعيش أيامه المتبقية القليلة ويذهب إلى الجنة، والباقي؟ ليذهب إلى الجحيم...
كيف لا يذهب إلى الجنة وقد حفظ كل كلام قاله أساتذته، وطبّق كل ما كانوا يقومون به أيضًا... كيف لا والناس يدعونه إلى ولائمهم، أفراحهم وأقراحهم، يتبرّكون به... كيف لا والناس من حوله يسفِّقون له ويقدّمونه إمامًا عليهم... كيف لا وتلاميذه يرون بأنه عالِم معصوم يصدّقون كل ما يقول، حتى وأنهم التزموا بعدم المطالعة للمخالفين والملحدين والفلاسفة المشعودين، والتزموا بعدم محاورتهم والنقاش معهم أيضًا، وإن حاول غيرهم أن يفعل ذلك معهم قالوا له "سلامًا" تأسّيًا بالذين تحدث عنهم القرآن فقال "وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامً"...
إنّه ذلك الشخص الذي قيل له أنّ الفلسفة حرام، وأن المطالعة للملحدين فيها خطر على عقيدته، والمطالعة للمخالفين أخطر من ذلك كله لأنّها قد تؤدّي به إلى الانحراف فيؤدّي صلواته كلّها في الوقت، أو قد يلج إلى المنزل برجله اليسرى والعياذ بالله...
إنّه ذلك الشخص الذي يؤمن بأن أسلافه قد وجدوا حلولا لكل شيء فلا داعي للابتداع، فكل بدعة ضلالة... وكل شيء إلا وقد ورد ذكره في القرآن المعجز، فأعجز عقله عن التفكير والبحث، ومهما وصل الانسان إلى درجة من الاكتشاف إلا وجد له عبارة وردت قبل 14 قرنًا، لكنه عجز أن يسقطها على الواقع لأن القرآن معجز...
ذلك الشخص الذي يرى بأنّ أساتذته ومشائخه لا يمكن أن يكونوا على خطأ ما داموا على نفس الطريق الذي هم وجدوا عليه آباءهم، أولئك العباقرة الذين استطاعوا التغلّب على أينشتاين وتِسلا ونيوتن وغيرهم من الفلاسفة الدجّالين، فقط استطاعوا أن يشيّدوا حضارةً ويبنوا قصورًا والله سيعجز عن القيام بها أولئك...
إنّه ذلك الشخص الذي يرى بأن النظام الذي وضعه أجداده هو النظام المثالي والصحيح، وكيف لا يكون كذلك وقد استقاه من القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا يزال مستمرًّا قائما لقرابة 100 سنة، فلا داعي لتغييره أو تحويره، وأي محاولة لذلك هي إيذان بحرب من الله ورسوله... ورغم أنه يرى بأن الواقع ليس بتلك المثالية إلّا أنه يؤمن بأن الخلل موجود في الشعب وليس في النظام، وعلى كل حال سيعيش أيامه المتبقية القليلة ويذهب إلى الجنة، والباقي؟ ليذهب إلى الجحيم...
كيف لا يذهب إلى الجنة وقد حفظ كل كلام قاله أساتذته، وطبّق كل ما كانوا يقومون به أيضًا... كيف لا والناس يدعونه إلى ولائمهم، أفراحهم وأقراحهم، يتبرّكون به... كيف لا والناس من حوله يسفِّقون له ويقدّمونه إمامًا عليهم... كيف لا وتلاميذه يرون بأنه عالِم معصوم يصدّقون كل ما يقول، حتى وأنهم التزموا بعدم المطالعة للمخالفين والملحدين والفلاسفة المشعودين، والتزموا بعدم محاورتهم والنقاش معهم أيضًا، وإن حاول غيرهم أن يفعل ذلك معهم قالوا له "سلامًا" تأسّيًا بالذين تحدث عنهم القرآن فقال "وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامً"...
قائمة الكتب التي اقتنيتها من أمازون (2017/2967) - ج1
تعليم كتبنعيش في الجزائر ونحن نكتب سنة 2018 في التاريخ، لكن التاريخ الفعلي الحضاري قد يعود إلى أكثر من 10 سنوات إلى الوراء، على كل الأصعدة خاصة التكلنلوجية منها، فأغلبنا محروم من أبسط الحقوق كاكتساب واستعمال بطاقات الدفع الالكتروني، فهي غير متاحة إلا لمن استطاع إليها سبيلا... حتى السنة الماضية أين بدأت بعض البنوك في إعادة النظر حول شروط الحصول على هذه البطاقات البنكية التي تفكّ عنّا بعضا من عزلتنا.
فمن المشاكل التي عانينا منها كثيرا هي عدم توفر الكتب المتخصصة، باللغة الانجليزية خاصة، وإن توفّرت كانت بأسعار باهضة جدا، فندرة القارئين تدفع بالمستثمرين إلى العزوف عن استيراد هذه الكتب، والحل الوحيد المتبقي أمامنا هو الاستعانة بشبكة معارفنا من المغتربين أو المسافرين من أجل أن يحضروا لنا ما نحتاج من كتب، هذا لأننا لم نمتلك وسائل الدفع الالكتروني التي تسمح لنا بالحصول على ما نريد من الاسواق الالكترونية.
لكن خلال السنة الماضية (2017/20967) استطعت الحصول على بطاقة VISA بعد عناء وطول انتظار... هذه أخيرا سمحت لي بالتسوق من الانترنت والحصول على ما أريد من أي مكان في العالم، وهذه قائمة بالكتب التي اقتنيتها من موقع أمازون خلال العام الماضي:
كتاب رائع أنصح به كل المبدعين، يشرح فيه كيف يمكن لعادات صغيرة أن تغير من مستوى إنتاجيتنا، ويبرز من خلاله أهمية التركيز والابتعاد عن المشتتات -وما أكثرها في أيّامنا.
#2: ReWork: Change the Way You Work Forever
الكتاب يستحق القراءة والدراسة، يحمل الكثير من الأفكار العجيبة الغريبة، في أغلبها تناقص لما اعتدنا على سماعه، ومهما حاولت في تقديمه لن أوفيه حقه، وهنا ومضات من الكتاب من مدونة شبابيك أدعوكم للاطلاع عليها في جزئين الأول والثاني.
#3: Agile IT Organization Design: For Digital Transformation and Continuous Delivery
يبين الكتاب أهمية تبنّي منهجية الأجايل في تسيير المؤسسات وفرق العمل، وبالخصوص كيفية اسقاطها على "قسم نظم المعلومات" داخل شركة معيّنة، وكيف يستطيع هذا أن يساهم في تحقيق أفضل النتائج بالنسبة للأشخاص والمؤسسة على حد سواء.
#4: The Phoenix Project: A Novel About IT, DevOps, and Helping Your Business Win
رواية أرى بأن كل من له علاقة بالتكنلوجيا وجب عليه أن يطالعها، تحكي يوميات "مدير تكنولوجيا المعلومات" في شركة لقطع غيار السيارات، وكيف وجد نفسه أمام مشروع يستهلك ميزانية ضخمة ولا يزال متأخر جدا وبعيدا عن التسليم، هذا وقد سلّمه المدير التنفيذي مهلة 90 يومّا لإصلاح الفوضى التي عجز عن إصلاحها مديري التكنلوجيا السابقين، وإلا سيتم فصل كل العمال تحت إدارته وتسلم المشاريع إلى مزودين خارجيين.... لكن مع مساعدة من عضو مجلس إدارة محتمل وفلسفته الغامضة استطاع أن يتغلب على التحدي، ويغير من النتائج بطريقة عبقرية...
خد جزءا من عقلك خارج جسمك
العقل، تعليم فكر
يقوم عقلنا بترتيب الأمور بطريقة استطاع من خلالها أن ينفعنا على نحو جيد عبر العصور، لكن ونحن الآن في عصر البيانات الضخمة (Big Data)، والكم الهائل من المعلومات التي نواجهها يوميا، دون الحديث عن الكم الهائل من القرارات التي علينا أن نتخذها كل لحظة، نحتاج إلى وسائل خارج عقلنا لمساعدتنا.
هذه الجرعات الزائدة من المعلومات التي نتلقاها يوميا من الإذاعة والتلفاز والجرائد ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية... كلها تشكل ضغطا على الدماغ حتى أصبح يخذلنا في تذكر ابسط الأمور. فننسى أين وضعنا مفاتيح المنزل، وننسى القيام ببعض الأمور لأننا نتذكرها في كل مرة نكون مشغولين فيها بالقيام بأمر آخر... فلو نستطيع مثلا الذهاب إلى السوق وشراء ما نحتاجه دون بذل الجهد في تذكر قائمة الحاجيات أو مكان تواجدها سيسمح لنا باستغلال ذلك الوقت أو تلك الطاقة في التفكير في أمور أخرى أكثر أهمية.
في الحقيقة هناك أمور عديدة نستعملها كإضافات لعقلنا من أجل تخفيف الضغط عنه، لنذكر على سبيل المثال قائمة جهات الاتصال في هواتفنا النقالة، كم خففت على عقولنا من أرقام هواتف عليه أن يحفظها ويستذكرها، فقد قمنا بتفويض هذه المهمة إلى هاتفنا المحمول، وفي كل مرة نحتاج أن نتصل بشخص يكفي أن نكتب اسمه ونضغط على اتصل...
كتابة الأمور وتسجيلها يخفف على العقل الجهد الذي يبذله في محاولة تذكرها وإبقائها في ذاكرتنا خشية نسيانها، فعدد المهام التي يجب علينا القيام بها ليس بالعدد الصغير، وإذا حاولنا أن نبقيها جميعها في ذاكرتنا قد تضيع بعضها فننساها، أو قد نخطأ في تقديم وتأخير بعضها حسب الأولوية، لأنه لا يمكن أن نستحضرها جميعا في لحظة واحدة لأخذ قرار القيام بمهمة معينة نظرا لأولويتها، بينما هناك ما هو أكثر أهمية... هذا مقارنة مع استعمال طريقة البطاقات مثلا لتسجيل مهامنا، فنستطيع بسهولة أن نرى كل ما ينتظرنا، وأن نصنفها حسب الأولية، فنضع كل البطاقات ذات الأولوية "أ" مع بعضها، وذات الأولوية "ب" لوحدها وهكذا... وكل ما تأتي مهمة جديدة نسجلها ونضعها في مكانها المناسب، أو أحيانا نقوم بمراجعتها ونعيد الترتيب، وهكذا كلما ننتهي من مهمة معينة نعود مباشرة إلى بطاقاتنا لتخبرنا بما علينا القيام به لاحقا، دون أخذ عناء التفكير حول الأمر.
فهناك العديد من الوسائل التي من نستطيع من خلالها أن نخفف الحمل على عقولنا، ونقتصد في طاقته لاستعمالها فيما هو أكثر أهمية، فكم تستعمل من هذه الإضافات، وما هو قدر الجهد الذي يمكننها أن تخففه على عقلك؟
ترجمة مختصرة لـ: Getting Part of Your Mind Outside Your Body
من كتاب: The Organized Mind: Thinking Straight in the Age of Information Overload
حرب أم سلم؟
ثورة جراح حرب حزن خواطر دمع سلم
أفئدة مقهورة...
جراح عميقة...
قلوب مكسورة...
دماء تنزف...
دموع تنهمر...
أرواح تستغيث...
أهاذي حرب أم سلم؟؟؟
إن كانت حربا فأين العدو؟؟؟
وإن كانت سلما فلم كل هؤلاء الضحايا؟؟؟
أيكفي في السمع الندا؟؟
لقد أسمعت لو ناديت حيا...
ولكن... لا حياة لمن تنادي...
حرب لم تختلف عن كل الحروب...
إلا في أمر واحد ووحيد...
الغاصب هو المغصوب عليه...
الجاني هو المجني عليه...
الظالم هو المظلوم...
وحتى تضع الحرب أوزارها
ثورة نحتاج
ثورة فيها ينهض الثائرون ضد أنفسهم
ضد أهوائهم... ضد شهواتهم...
ثورة تقودها الضمائر الحية...
ثورة سلاحها العلم....
لكن أين الثوار؟؟؟
رسالة إلى فتاة... بمناسبة نهاية السنة
تعليم خواطر فكر
اليوم هو آخر يوم من سنة 2016م، إلا أن هذا لا يعدو كونه رقما بالنسبة لنا كنا مسلمين، فلتتخذيه محطة تتوقفين عندها هنيهة، ولتسألي نفسك: ما الذي قمت بتحقيقه خلالها، هل كانت سنة عادية وكنت شخصا عاديا فيها، أم تركت بصمة حقّقت شيئا خلالها، ولو من خلال فكرة نافعة، موقف صغير مؤثر، أو كلمة بسيطة عميقة... فلا يجب أن تستصغري أي عمل تقومين به مادمت مخلصة في جهدك، فكما قال الرسول الأكرم: "إنما الأعمال بالنّيات، وإنّما لكلّ امرئ ما نوى" فإذا كانت النية صادقة مخلَصة فإن الله تعالى سيوفقك لتحقيق ما تصبين إليه لا محالة. حاولي أن تتوقفي لحظة وتحصري كل ما قمت به ولو كان بسيطا، ثم ضعي لنفسك هدفا أن تكون هذه القائمة أطول وأكثر أهمية السنة المقبلة، ولا تستصعبي الأمر على نفسك فأنت تستطيعين التفوق والتميز والنجاح.
كوني متيقنة أنك أحد أعمدة المجتمع والأمة الإسلامية، نجاحها يتوقف على نجاحك، رقيّها مبني على رقيّ فكرك ووعيك، وارتفاعها عاليا لا يكون إلا بارتفاع وعلو هِمَّتك وطموحك، وعلى العكس انحطاطها هو نتيجة حتمية لانحطاط الفتاة والمرأة بالتبع.
اعلمي أن جميع أعداء مجتمعنا وأمتنا الاسلامية يكيدون لك ويستهدفونك ليكيدوا بك وينخروا المجتمع من الداخل، فإنهم يبثون السم من خلال جميع قنوات التواصل المتاحة؛ من الأفلام والمسلسلات، والفضائيات عموما وكذا الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعية، وصولا إلى الكتب والمجلات والجرائد، وغيرها... يعملون على تسميم أفكارك حتى تصبحي كالدودة التي تأكل قلب الفاكهة فلا يظهر الضرر إلا وقد أتت على كلها فلا يصلح منها شيء إلا للمزبلة.
اعلمي أنّ أمامك مسؤولية عظيمة، فأنت تحملين مصير الأمة على كتفيك، ولن تكوني قادرة على حمل هذه المسؤولية إلا عن طريق العلم، طبعا بعد أن تضعي قدميك على قاعدة صلبة متينة من المبادئ والأخلاق، وتستنيري بالعفة والطهارة، وتتزودي بالطاعة؛ طاعة الله تعالى، وطاعة الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ثم طاعة الوالدين اللذين في رضاهما رضا الله عز وجل.
انهلي من العلم ولا تتواني عن فعل ذلك، لا تفشلي ولا تستسلمي، لأن العلم نور يجعلك تبصرين وسط الظلام، فالأعمى يصف له الناس ما حوله فيصدقهم لأنه بكل بساطة لا يبصر، كذلك الجاهل يصدق كل ما يُقال له لأنه لا يعلم. تسلّحي بالعلم وواجهي كل ما يقف في طريقك، بل حاربيه بسلاح العلم نفسه.
تذكري في النهاية أن أمل الأمة فيك معلق، وأنتِ عنها مسؤولة، فهل أنتِ مستعدة لتحمل هذه المسؤولية، وتعدِّين لها العُدَّة اللازمة؟
نور أضاء بصيرتي
خواطر فكرنـُورٌ أَضاءَ بَصِيَرتي فَأضـاءَني لمَّـا تَـذَكْرَتُ الحَبيـبَ مُحَمَّـدَا
وكَأنَّما سَطَعَتْ شُمُوسٌ في دَمـِي وكأنَّمــا قَمَرُ السَـمَاءِ تَعـَـدَّدا
فَبِـذِكْرهِ يحلـو الوجُـودُ فَنرتَقي يا حظَّ مَنْ باسمِ الحَبيـبِ تَـزوَّدا
فعلا بذكره يحلوا الوجود، ولكن لن نرتقيَ إلا باتباعه، فهذا النور الذي أضاء بصيرتي جعلني أتساءل يوم الاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وآله:
هل نهتمُّ بالمُحتفى به أم بالاحتفال؟.. هل نقدس المذكور أم الذكرى؟... ألسنا نخدع أنفسنا حين نحتفل بذكرى مولد النبي، ونزعم أننا نغتنم هذه الفرصة حتى نُذكّر أنفسنا بسيرته، ثم ننساه إلى يوم الذكرى من العام المقبل، فأرى أننا بعيدون كل البعد عن سنته عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وذكره لا يكاد يَرِد على ألسنتنا في سائر الأيام.…
كيف يمكننا أن نحتفل به يوما، ونخون احتفالنا هذا كل يوم؟... ألسنا نضحك على أنفسنا عندما نَلبس أجمل الثياب، وأمامنا من يرتجف من البرد لا يملك ما يلبس؟.
بربكم أخبروني كيف نقيم أشهى وألذ وأكبر الولائم، وجيراننا لا يملكون لقمة العيش احتفالا بمن وصى بالجار؟..
إن الاحتفال والفرحة تكمن في شمعة نوقدها في قلوبنا أو قلوب... وليست في شمعة نوقدها في ذكرى ميلاد المصطفى... حبيبنا الذي أضاءت سُنَّته ملايير الشموع في القلوب ولازالت تضيء...
إن الاحتفال يكمن في كسوة فقير، وسد جوعه... لا في التنافس حول أجمل الثياب أو أكبر الولائم...
إن السرور يكمن في تأمين مشرد من قسوة الطبيعة خاصة ونحن في فصل الشتاء... لا في ترويع مؤمن وحرق أموال في مفرقعات وقنابل وحروب في الشوارع... احتفالا بمن قال "من روّع مسلما روّعه الله يوم القيامة"...
كيف لا وهو من قال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ، أفتُرانا نحتفل به ونحن نفتقر إلى أبسط الأخلاق؟
لما لا نحتفل مثلما كان يصوم هو كل يوم إثنين لأنه يوم مولده؟ لما لا نحتفل به بذكره كل يوم؟ بالتعلم من سنته والاقتداء بها؟ فهو الذي في ليلة ولادته عليه الصلاة والسلام ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وجف ماء بحيرة ساوى، ومن الآيات التي ظهرت بمولده صلى الله عليه وسلم، أن إبليس اللعين حُجب عن خبر السماء، وصاح ورنّ رنّةً عظيمة كما رنّ حين لُعن وحين أُخرج من الجنة، وحين وُلد النبي، وحين نَزلت الفاتحة، وسُمِعَ من أجواف الأصنام ومن أصوات الهوَاتف بالبشارة بظهور الحق في وقت الزوال.
اخوة الإيمان، قد يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها اليوم شكرًا لله تعالى على بروز سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم لهذه الدنيا، فكان ضياءًا شعَّ على الأرض فأخرج أهلها من أحلك الظلمات إلى النور، كان هدًا أنقذ الناس من الظلال، كان قرآنًا يمشي على رجلين حتى نتأسى به ونتبع سنّته.
أتوقف هنا وأقول: يا رسول الله...
أنا ما أَتيتُكَ يا حَبيبـي مَادحــاً يَكفِيـكَ مَدْحُ اللهِ والتَمجِـيـــدُفَصِفَاتُ خَلْقِكَ في الكِتَابِ كَثيـرَةٌ لَيسـتْ لهـا حَدٌ .. ولا تَحديـــدُأنا هَائمٌ في نُورِ حُبِّـكَ ذَائِـبٌ فَأَظـلُّ أَبكـى... والغَرَامُ يَزِيـــدُ
وأختم بهذه الأبيات :
الله أكبرُ والزمان ُ المظلمُ قد غابَ مذ جاءَ النبيُّ الأكرمُ
قوموا له وعلى يديهِ تعلموا سُبُلَ السلام ِ ونوِّروا أنحاها
ما نحنُ لولا أنت إلا داءُ ولأنتَ يا شرفَ الوجودِ دواءُ
دعونا نعد إلى سيرة النبي، ففيها الدواء والنور، ولنجعل احتفالنا هذا لله شكرًا، ولنتمم شكرنا بالعمل.
اللهَ تعالى أسأل أن يعيد علينا هذه المناسبة العظيمة بالأمن والأمان والبركة والخير العميم، لنسأل أنفسنا كيف كان الشكر والعمل.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)