قد تنطفئ جميع الأضواء أمامنا ....
ويبتعد الجميع من حولنا .....
نجد أنفسنا وحيدين وسط ظلام دامس ....
يلقي الصمت غطاءه على كل شيء....
لكن.... لكن سرعان ما ينطلق صوت من داخلنا ينادي...
ينادي ويصرخ عاليا: "
-ما بك ؟
-ماذا جرى لك؟
-أترضى أن تموت وأنت حي؟
-وكل هذه اﻵمال داخلك تقتلها ببرودة دم؟
-كل شيء حلمت به يومًا من حقه أن يتحقق، أيرضيك أن تسلبه حقه؟
-كل حال تصورت أن تكون فيها، لم تتصورها إلا لأنك تستطيع أن تصل إليها."
فنجيبه:"
-لكن كل الأبواب موصدة...
-لكن كل اﻵمال على حبل المشنقة معلقة...
-لكن كل الطرق أمامنا مقفلة...
-لكن كل شيء أردناه لم يكن...
-لكن ..."
"كيف تقول هذا وأنت تملك من اﻹرادة ما يلزم، إنك تركتها نائمة، أيقضها وحقق المستحيل، قد تقول أن كل شيء أردته لم يكن، لكن أنظر إلى نفسك أين أنت اليوم وأين كنت أمس؟ أنظر إلى الدنيا من حولك، إنها تسير وتسير وتسير، إنها لا تنتظر، كن مصدر النور الذي تحتاجه، امنح أحلامك فرصة في الحياة، امنحها من وقتك، امنحها من جهدك، وكل على يقين أنها عندما تحيى لن تتوانى عن منحك السعادة والهناء، وراحة النفس. فقط امنحها شيئا من نفسك، وستغرقك بالعطاء بعدها.
فما كان بعد المنع إلا العطاء...
ولا بعد العسر إلا يسرًا....
وما كان بعد القطيعة إلا الوصال...
ولا بعد اليأس إلا اﻷمل...
وما كان بعد الغروب إلا الشروق...
فإن لم يأت بعد الظلام نور، كنت أنت نور نفسك."
نورالدين الواهج