حفاة
اﻷرجل ولكن... عيونهم
ملئى بحب العلم...
حفاة
اﻷرجل ولكن... البسمة
لم تفارق محياهم، فهم بصحبة أستاذ وقلم...
حفاة
اﻷرجل ولكن... السعادة
تغمرهم، فهم في حضرة سبورة وطبشور...
حفاة
اﻷرجل ولكن... عقولهم
كلها شغف للاستزادة في العلم...
حفاة
اﻷرجل ولكن... قلوبهم
يعتصرها حب الكلمات والمعلومات...
حفاة
اﻷرجل... إلاّ
أنّ صدورهم سكنها نور يضيء سبيلهم، ويفتح
أمامهم كل اﻷبواب...
حفاة
اﻷرجل لكن السعادة تشعّ من نظراتهم
البريئة، فهم أمام جنة لا حدود لها، هم
أمام جنة العلم، إنهم يعانون اﻷمرين،
لكنهم يجدون الراحة في طلب العلم، يجدون
المتعة في الذهاب إلى المدرسة، يجدون
المتعة في الاكتشاف والتعلم، ما وجدوا
الوسائل المتاحة أمامنا اليوم لكنهم
حققوا نجاحات أبهرت العالم، ما وجدوا
اﻷنترنات لكنهم ساروا مئات الكيلوميترات،
لا لشيء فقط ليبحثوا عن صحيح المعلومات،
سهروا الليالي حتى يصلوا إلى المعالي،
رغم الاستعمار، رغمر الاستدمار، إلاّ
أنّهم كانوا على يقين بأن الخلاص لن يكون
منبعه إلا من المدرسة، فذهبوا حفاة ولم
يمنعم لا برد ولا شتاء، لم يردهم لا فقر
ولا جوع، لم يثبط عزيمتهم لا مشاكل ولا
قلاقل، إنهم أبناء عرفوا فتيقنوا بأن
العلم هو أساس الحرية، إنه سرّ الخلاص من
كل القيود، إنّه مفتاح اﻷمل، إنه الطريق
نحو النجاح.
هؤلاء
كانوا حفاة، فأين نحن منهم؟ هل يصح أن
نقارن أنفسنا معهم؟ وقد وجد أغلبنا الملبس
والمأكل والمشرب، واﻷمن بالخصوص، هذا
دون الحديث عن باقي الكماليات التي هي
للبعض ضروريات، هل من تعليق فتحريك؟ أم
سنكتفي بالتأثر دقيقة ثم ننسى؟ أم ماتت
القلوب والعقول؟
نورالدين الواهج
1 تعليقات:
تعليقاتحفاة الأرجل لكن عقولهم عظيمة و همتهم عالية
رد