كنت
في سلام قبل أن أتعرف عليك قبل أن تعترضي
طريقي، كنت أحكم بلدي مثل السلطان قبل أن
تأسري قلبي واصبح كالعبد المملوك...
كنت
أجلس تحت ضوء الشمس... أستمتع
بشعاعها يلاعب وجهي، يتخلل عيناي...
لكن
اليوم أجلس أنتظر قدومك من السماء، مثلما
فعلت أول يوم. أحدثها،
اشكوها همي وقلبي الحزين...
كنت
في سلام أنام اليل في هناء، لا شيء يشغل
بالي، اليوم... اليوم
وقد أصبحت أسِيرَكِ لا يغمض لي جفن، فكل
تفكيري بك انت. عيناك...
أنسى
العالم ولا أنساهما، لا يحزنني غياب
شيء... لكن
يقتلني غيابك انت، يعذبني بعدك عني.
كنت
ملِكا لا ينقصه شيء من حوله، لكن اﻵن...
لا
شيء يتمم ما حولي غير وجودك أنت، لا شيء
جميل أمامي غير عينيك أنت، كنت استمتع
بصوت الطبيعة وصوت العندليب...
لكن
اليوم أصبحت اسمع صوت القنابل والدمار
عندما يغيب صوتك أنت.
كنت
في سلام قبل أن أتعرف عليك أنت، ما كان لي
أعداء... لكن
اليوم أصبحت بلا أصدقاء، فكل اهتمامي بك
أنت وكل تفكيري بك أنت وكل نظري لك أنت.
أعيش
الحرب كل يوم وليلة. أعيش
الحرب من أجل حريتي... لكن
لا اعتقد أني سأنالها... حتى
يُحمل نعشي. ما
أضن السلام يحل يوما بعد أن نزلتِ أرض
بلادي، رغم كل التحذيرات التي تلقيتها...
رغم
كل البرقيات التي وصلت من أقرب الناس...
لكن
نظرة في عينيك كانت كافية لألقي كل ذلك
وراء ظهري. كنت
الأقوى بدون جيش ولا سلاح، وأصبحت الأضعف
وكل العالم في صفي. طالما
اعتقدت أني سأعيش في سلام دائم رغم كثير
التهديدات... لكن
سقط كل عرشي قبل أن يرتد إلي طرفي دون
إنذار أو تهديد منك أنت.
سقط
السلام وحل الظلام، طار الهدوء وحطت
الفوضى في بلاد النظام، عهدت شعبي يعمل
في سكون دون هدر ولا ثرثرة، لكن انقلبت
الموازين اليوم... فلا
شيء يشغل مجالسهم غير ملِكهم الحزين،
ملِكهم الذي فقد كل عرشه حين قدومك أنت،
كان كل من في المملكة يطرق بابه، لكن اليوم
هو من يطرق كل باب بحثا عنك أنت، هبت عواصف
في قلبه، فحلت اللعنات أرجاء المدينة،
لا أحد يستطيع النوم وصوت الملك يدوّي
باسمك أنت، لقد احتلت الأشباح مدينتنا،
لم أتخيل يوما أني سأعيش لحظة كهذه، لحظة
ضعف وانكسار، لحظة حرب وقتال.
ولو
قدر لي أن أخسر هذه الحرب، فشرفي أنها
كانت من أجلك أنت.
نورالدين الواهج
16 جويلية 2014
16 جويلية 2014